المدونة

اضطراب القلق المعمم

اضطراب القلق المعمم



اضطراب القلق المعمم هو أحد اضطرابات القلق الذي يتميز بنمط من القلق المفرط والمستمر بشكل غير منطقي لا يتماشى مع الموقف المسبب له،
بمعنى القلق بشأن كل شيء وأي شيء يشعر المصاب به فالقلق يغلب على أكثر وقته ويصعب السيطرة على القلق الذي يعاني منه. 
يصاحب القلق أعراض (جسدية) مثل شد العضلات، والتهيج وسرعة الانفعال، واضطراب النوم.
لا يمكن تفسير القلق كما هو باضطرابات المزاج، وعند سؤال المصاب عن سبب قلقه تجده غير قادر على تحديد سبب القلق بشكل واضح ،
ولابد من التفريق بينه وبين القلق الطبيعي فاضطراب القلق المعمم يؤثر على جوانب الحياة المختلفة ويسبب الكرب لصاحبه.
 
نسبة الانتشار:
نسبة انتشار اضطراب القلق المعمم 3-8%، ومعدل نسبة إصابة النساء هي ضعف نسبة إصابة الرجال ولكن معدل نسبة النساء والرجال المنومين
لتلقي العلاج متساوية. و25% من مرتادي عيادات اضطرابات القلق هم ممن يعاني من اضطراب القلق المعمم. وغالباً ما تظهر الأعراض
خلال مرحلة المراهقة المتأخرة والرشد المبكر.
 
الاضطرابات المصاحبة لاضطراب القلق المعمم:
50-90% من المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم يعانون من اضطرابات نفسية أخرى. أبرزها:
 25% منهم يعاني من اضطراب الهلع، ونسبة عالية يظهر لديهم الاكتئاب الحاد.
 
الأسباب:
السبب المحدد له غير معروف، ولكن توجد بعض النظريات لمحاولة تفسير أسبابه وهي نتيجة تفاعل عوامل عدة.
١- النظرية البيولوجية: اختلال في بعض كيميائيات الدماغ والنواقل العصبية فيه.
٢- النظرية المعرفية السلوكية: الأشخاص المصابون باضطراب القلق المعمم يستجيبون لخطر محسوس بشكل غير صحيح وغير دقيق.
وذلك نتيجة ما يمر به المصاب من الانتباه الانتقائي للتفاصيل السلبية في المحيط، والتشوه في معالجة النظرة السلبية تجاه الذات وقدرتها على التكيف.
٣- النظرية النفسية التحليلية (الديناميكية): أن اضطراب القلق المعمم هو نتيجة صراعات معلقّة لم تحل في العقل الباطن.
 
المظهر الاكلينيكي:
·         القلق المستمر والمفرط ( تجاه شيء أو موقف غير محدد).
·         عدم القدرة على صرف القلق أو التحكم به.
·         صعوبة التركيز.
·         الإرهاق.
·         توتر وآلام بالعضلات.
·         العصبية والانفعالية (التهيج).
·         اضطراب في النوم.
 
العلاج:
العلاج النفسي: يعتمد على العلاج المعرفي السلوكي والعلاج التدعيمي بالإضافة للتثقيف النفسي.
يركّز العلاج المعرفي على إعادة برمجة الأفكار المشوهة وتصحيحها، في حين يعمل العلاج السلوكي على التعامل مع الأعراض الجسدية
من خلال تقنيات الاسترخاء والتغذية بالارتجاع البيولوجي.
العلاج الدوائي: بسبب طبيعة الاضطراب طويلة الأمد، يتم استخدام مضادات القلق بعناية فائقة. وغالباً ما يكون العلاج الدوائي أيضاً طويل الأمد
وأحياناً مدى الحياة وذلك بسبب أن 25% من المرضى يتعرضون لانتكاسة بعد شهر من توقف استخدام العلاج
و60-80% منهم ينتكسون خلال عام من توقف استخدامه.
Chat on WhatsApp