المدونة

هل هناك ما يسمى بالتطوع القبلي؟ لا!! ..  بعض الناس يقول لا!!  .. 
هذا تزمت أو ربما عنصرية وتحزب فأقول: اهدؤوا يا رفاق، نعم هناك تطوع قبلي وما أجمل ذلك النوع من التطوع.
ما هذا؟! أتنادي  بالقبلية والتعصب؟! فأقول: لا..  هناك التطوع القبلي أن يتطوع الإنسان ببعض الأعمال لقبليته أو لأقاربه..
(الأقربون أولى بالمعروف) قالها النبي صلى الله عليه وسلم، الإنسان يعيش في دائرة وتتسع تلك الدائرة تدريجيا يبدأ بإخوانه
وأقاربه المقربين في بيته ثم أبناء عمه وجيرانه ثم أبناء أبناء العمومة، فالتطوع للقبيلة ليس معناه أن لا أتطوع لغير القبيلة ولكن
اخترت هذا المسمى لكي أتكلم عن مثل هذا النوع من التطوع. حينما يكون هناك اجتماعاً للقبيلة.. هل تنادي باجتماعات القبائل؟!
نعم.. أنادي بذلك دون تعصب، أما إن كان هناك تعصب فنرفض اجتماع القبائل وغير القبائل. 

إن كان اجتماع القبائل من أجل رفع السمات العليا والأدبيات الكبرى فأنعم بتلك الاجتماعات، وإن كان اجتماع القبائل لمراجعة قيم القبيلة
ورفع درجة العلم عند أفرادها فأنعم أيضاً بذلك، ولكن إن كان اجتماعهم لكي ينتصروا على غيرهم ويغلبوهم في انتخابات أو مجالس بلدية
أو غيرها دون أن يستحقوا ذلك فهذا لا ننادي به ولا ندعمه.. أما إن كان اجتماعهم لكي يختاروا الأصلح من بين الناس في قبائل أخرى
وفي قبيلتهم لكي يدعموه فهذا ربما شيء جيد.

إن تطوعت في أعمال نبيلة في قبيلتك فنعم الشاب أنت ونعم الشابة أنت، ولذلك تجد عند بعض القبائل أعمال تطوعية
راقية داخل القبيلة، وهناك قبائل أخرى تحرص على أعمال فيها بعد إعلامي أو غيرها أكثر من أعمال فيها
بعد قيمي ومعرفي يخدم الأمة والوطن. 

القبيلة هي وطن صغير.. ولذلك لو استطعنا أن نمزج التطوع القبلي مع التطوع الوطني مع التطوع الديني، مع الخيري،
مع المجتمعي ..  لاستطعنا من خلال التطوع القبلي أن نخدم الدين والوطن، ونخدم المجتمع وكذلك الدين، لكن الإشكالية حينما
نتطوع لقبائلنا كيف تنتصر القبيلة؟! وهذا هو الخطأ!!  بل كيف تنتصر المبادئ العليا التي أقرتها القبيلة لها؛ كيف تنتصر القيم العليا
التي يدعوا لها كبار القبيلة لكي يرتقوا فيكونوا نفعا عاماً للآخرين، فتكون القبيلة بهذا إضافة للوطن لا مزاحمة للوطن، وتكون إضافة
للدين والمجتمع لا مزاحمة للدين والمجتمع أو مفككة له.