المدونة

التطوع الوطني

التطوع الوطني



هل هناك ما يسمى بالتطوع الوطني؟ نعم..  وهو لون عظيم من ألوان التطوع،
التطوع للوطن ليس معناه التصفيق للعلم أو ما شابه ذلك من الأشياء الرمزية وهي أمور محترمة
ولا شك، لكن التطوع لقيمة الوطن.. تطوع لمعنى الوطن في نفسي، التطوع للوقوف داعماً لذلك الوطن الذي أعطاني.

 لربما بعض الناس يسأل – في أوطان خارج الخليج - ، إن وطني لم يعطني شيئاً !! فأقول له إن رأيت ذلك الشيء
وإن كنت لا أقبله فقد أعطاك الأرض وغيرها، إن لم يعطك وطنك شيئاً فكن أنت أكرم من ذلك الوطن من أن تصفه بذلك
فأعطه من مال الله الذي عندك، أعطه من علم الله الذي منَّ الله به عليك، أعطه من نفسك الكريمة الأبية التي من الله بها عليك،
أعطه من قيمك، أعطه من مبادئك، علم أبناء ذلك الوطن، اجعل ذلك الوطن يرتقي إلى هامتك العالية، اجعل ذلك الوطن يرتقي
إلى أهدافك النبيلة،  إنها أنانية أن تستغني عن الوطن أو أن تترفع عن الوطن إن كان الوطن دونك كما تظن، فارفع الوطن إلى مستواك !! 

الإنسان يحمل رسالة تجاه وطنه الكبير ووطنه الصغير. وطنه الصغير يمتد من المنزل إلى الشارع إلى  الحي إلى المدينة إلى المنطقة
وإلى الدولة بشكلها الكبير، فالعمل التطوعي الوطني شأنه كبير جداً، ويحتوي أنواع التطوع الأخرى ، مثل أن تجتهد في نظافة مسجد حيك،
فهذا عمل وطني ورغم أن المسجد جزء من التطوع الديني ولكنه أيضاً من التطوع الوطني، فالمسجد ينتمي للمؤسسة الدينية وهي مؤسسة
حكومية في بلدك، كما أن نظافة الحي وتشجيره ، والحرص على تدريس الأبناء في ذلك الحي، كل هذا تطوع وطني وفيه نكهة خيرية جميلة.

لقد بلغ التطوع الوطني في بعض البلدان مداه، وفي بلدان أخرى وللأسف أنها عظيمة يتردد البعض لأنه يظن أن هناك تعارضا
بين التطوع الوطني والتطوع الديني. 

سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم عن مكة كلاماً عظيماً وقال لها حينما كان يغادرها مهاجرا إلى المدينة
يلتفت إليها (والله لو لم يخرجني أهلك منك ما خرجت) فالتطوع الوطني لا يتعارض مطلقا مع التطوع الديني.
Chat on WhatsApp