المدونة

هل التطوع مقصور على الرجال ؟

هل التطوع مقصور على الرجال ؟



هل التطوع مقصور على الرجال؟ طبعاً الإجابة واضحة، بل هو للرجال والنساء؛ فالنساء شقائق الرجال،
ولكن ما الأعمال التطوعية التي تناسب المرأة. في نظري أن المرأة يناسبها أعمال تطوعية أكثر من الرجل،
فكل ما يتعلق بالأسرة يناسب المرأة، إمداد الأسر بالطعام والغذاء والذهاب إلى تلك الأسر فكل هذا مناسب للمرأة
مادام يوجد الحماية المناسبة لها، لأنه ربما تكون دور بعض الفقراء في أماكن نائية بسبب ضعف ذات اليد وقلة الحيلة عندهم،
فربما لا تكون آمنة بالدرجة الكافية. إن كل ما يخص الأسرة تستطيع المرأة أن تتطوع فيه، وكل ما يخص الطفل تستطيع أيضاً
أن تتطوع فيه، كما أن المرأة أسهل دخولاً للبيوت وذلك بالدخول إلى المناطق الدقيقة من المنازل. 

تلك المرأة المطلقة التي تتباكى على طلاقها، وتضع خدها على كفها تنتظر ذلك العريس، وتلك الأرملة التي مات زوجها
وعندها من الخير الشيء الكثير والتي جلست تتباكى على ترملها السنين الطوال! لماذا لا تعمل عملا تطوعياً بجهدها وشيء
من مالها، إن أرادت أن تحفظ مالها وتبني ذلك الخير لها ولزوجها المتوفى، وتلك المطلقة تملأ ثقتها بنفسها أيضاً بالتطوع، فبدلا من
أن تعد الثواني وكأنها أياما طوالا، تمر الأيام بالتطوع وكأنها ثواني، وعداد الآخرة يحسب الأجر لها، وعداد الوطن يحسب لها أيضا
وطنيتها، وعداد المجتمع يحسب لها دورها المجتمعي الجميل. 

حينما تتشبع المرأة من العمل التطوعي تنقله لأبنائها فيحيون ذلك الشيء بدرجة أكبر من لو كان الأب الذي ينقل لهم
أهمية التطوع، الأب ربما يعطي توجيهات ثم يخرج، لكن الأم المتطوعة ربما تحتاج ابنها المراهق كمحرم يرافقها،
فيتعلم التطوع مع تلك الأم ولذلك نغرس أحيانا دون أن ندري حب التطوع عند أبنائنا! وذلك من خلال المشاركة في العمل
التطوعي معنا، ولكن يجب أن يكون لهم المكافآت فالمراهق يحسب صلاح العمل من خطئه بمقدار العوائد التي تأتي إليه.

كما أن زيارة المستشفيات والضعفاء والمساكين تستطيع أن تمارسها المرأة، مساعدة العجائز في بيوتهن، والذهاب إليهن في دور
العجزة وغيرها.. مشاريع ضخمة تماما لكن الإنسان حينما لا يكون التطوع همه يتساءل: ماذا يمكن أن أتطوع فيه ؟!!
ولكن من يكون التطوع همه يقول كيف أستطيع اللحاق على مساحات التطوع الواسعة.
Chat on WhatsApp