المدونة

من أي عمر يبدأ التطوع؟ هل يبدأ في عمر المراهقة أم نصبر حتى ينضج الشاب فيكون في عمر الرشد؟
أم ربما يبدأ في الطفولة؟! وإن قلنا في الطفولة فمن أي عمر في الطفولة ؟ في نظري أن العمل التطوعي يجب أن يبدأ
في أبكر فرصة ممكنة في عمر الطفل مهما كان ذلك العمر، منذ أن يدرك الحياة ويجب أن نبث عنده فكر العمل التطوعي.

 كيف يبدأ العمل التطوعي؟! يبدأ في دائرة المنزل، من خلال تفعيل الرحمة في نفسه تجاه العاملات في المنزل،
إن كان المكان فيه عاملات، تفعيل الرحمة في نفسه في بذل الصدقة شرط أن تكون الصدقة ولو يسيرة جزء
من منظومة الأسرة فيحياها منذ نعومة أظفاره.

بعد سن الخامسة حينما تهدأ روح التملك شيئاً ما عند الطفل ننطلق بهذا المشروع فنبث في نفسه روح الصدقة
وكلمة الفقير وكلمة المجتمع التي لن يفهمها إلا يسيراً فيبدأ الطفل يبث أمواله بل الزائد من أمواله، شرط أن كل شيء
يتصدق به الطفل يُعطى مقابلاً عليه حتى لا يشعر أن الصدقة إنقاص للمال، فإذا كان معه 5 ريالات وتصدق بريال
أو درهم أو جنيه لن يبقى معه  4 بل يجب أن يعرف أنه إذا تصدق بواحد من ريالاته أو دراهمه أو جنيهاته بقي عنده 5
وليس أربعة كي نعده تدريجياً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده) 

إذاً نسعى أن نبني مفهوماً مبكراً يكون جزءاً من شخصية الطفل وهو العطاء للآخر، لكن يجب أن ننتبه أن الطفل يجب أن
يعطي وهو قادر على المنع، أما إذا كان يعطي وهو ليس قادرا على المنع فربما كان نقصا في ثقته بنفسه، أما إذا كان يعطي
وهو قادر على المنع فنحن نبني الإيثار في نفسه. 

بهذه الطريقة نبني لديه مفهوم العطاء والبذل، ثم ربما عند قرب المراهقة تبدأ تنازعه نفسه لبعض الشهوات
فيبدأ بتوفير ماله فهنا يجب علينا أن نمده بمبلغ أكثر من المال دون أن يفسده لكي نحافظ على روح الصدقة عنده.