المدونة

سألني شاب: هل تنصحني أن أتطوع في عمل من الأعمال الخيرية أو المجتمعية أو سواها؟ 
فقلت له : إن كل شاب وكل فتاة يجب عليه أن يكون له عمل تطوعي.

قال: بماذا تنصحني؟ قلت له: لن أنصحك بما يناسبني ..  يجب علي أن أختار ما يناسبك وتساعدني
في ذلك الاختيار لأن التطوع مثل الثوب لا ينفع فيه بيع القماش ولكن الخياط من يصمم ذلك الثوب على ذلك الجسد،
كذلك هي النفس المتطوعة أو المقبلة على العمل التطوعي كان لزاماً عليها أن تختار ما يناسبها من الأعمال التطوعية
حتى تحقق النجاح على أرض الواقع.

لماذا التطوع؟ لماذا أنا أتطوع؟ من أجل خير الآخرة!! نعم..  هذا شيء أساسي لا ننساه، ولكن دعونا جدلاً والعياذ بالله من
هذه الكلمة ننسى أمر الآخرة .. العمل التطوعي يعطيك درجة من الرضا والطمأنينة تجعلك تشعر بالسكينة والرضا، فكان لزاماً
عليك أن تبلغ بنفسك درجة السكينة والرضا حتى تحقق الطمأنينة في الدنيا فلا تهمك مصائبها وترتفع لديك درجة المرونة عند المصائب
أيما ارتفاع فتحقق لك الراحة والنجاح في الحياة. 

ميزة العمل التطوعي في تربية الأبناء هو نموهم في حالة منافسة مع بذل الخير وهذه أرقى منافسة، في منافسة مع تحدي الذات
المنكسرة، في منافسة مع تحدي الذات الضعيفة، في منافسة مع تحدي الكسل في نفوسهم، فالعمل التطوعي يرفع الأهداف
عند الإنسان فترتفع نفسه معها، وإذا ارتفعت النفس بسبب العمل التطوعي فإنها لن ترتفع في العمل التطوعي فحسب بل سترتفع قيمة
التعليم عنده، وفي قيمة بذل الجهد في الأعمال التجارية والأسرية والوطنية وغيرها، ولذلك كان لزاماً على الأوطان أن تبث فكر العمل التطوعي،
بل وضع مناهج للعمل التطوعي في المدرسة  ولا تكون مواداً نظرية فحسب بل عملية أكثر، ذلك التطبيق الذي لا يكون همَّا على قلب الفتى أو
الفتاة وإنما نشاطاً جميلاً ينطلق به حتى يحقق على أرض الواقع إنجازاً جميلاً يحقق به راحة كبرى.

إذاً فالعمل التطوعي ليس عطاء منك للآخر أيها الشاب أو الشابة بل في الحقيقة هو عطاء من الآخر لك هذا العطاء هو الذي يجعلك
تحقق على أرض الواقع إنجازاً لا تدري من أي شيء جاء؟! لقد جاءك من العمل التطوعي.
إن العمل التطوعي كلما تشكلت أنواعه فكان جزءاً منه وطنياً وجزءاً منه دينياً، وجزءاً منه اجتماعياً، وهكذا في كل مجالات الحياة،
كلما تمددت نفسك، وكلما اعتلت نفسك عن الشهوات الدنية فترتقي  بذلك همتك مع روح مطمئنة ساكنة.