المدونة

الفصام

الفصام

هل الفصام أنواع؟ هل هناك فصام يصيب الشيوخ وفصام يصيب البالغين أو ربما الأطفال؟

نعم، حينما تكلم العلماء في تصنيف الفصام كان لهم تصنيفات عديدة لكن التصنيف الأقرب للأطباء والذي استقر عليه أكثر العلماء يصنف الفصام إلى هذه الأنواع:

1-الفصام البسيط:
من اسمه يبدو أنه بسيط، وللأسف وربما للغرابة أن هذا النوع لربما كان أقل أنواع الفصام استجابة للعلاج بالأدوية.
 كيف يكون اسمه بسيط؟ لأن بدايته هادئة جدًا وأعراضه تتمثل بانعدام روح المبادأة وبالانطفاء بشكل عام، يبدأ المريض يفرغ تدريجيًا، لا توجد لديه الضلالات ولا الهلاوس بالشكل الواضح الكبير، إنما ذلك الانطفاء والأعراض السلبية لمرض الفصام ربما كانت هي الأبرز، هذا المرض يبدأ تدريجيًا بانعزال ذلك الإنسان دون وجود غرابة واضحة في سلوكياته إلا انطفاء روح المبادأة انطفاء في وجدانه، انطفاء في انطلاقه.
ولذلك يشخّص في حالات كثيرة أنه مرض الاكتئاب ولكنه ليس من الاكتئاب في شيء، الفرق بين الفصام البسيط والاكتئاب أنه في الاكتئاب يشتكي المريض ويطلب المعونة أما في الفصام البسيط لأن المريض غير مستبصر بمرضه، فهو لا يشتكي من أي أعراض في العادة، وإن اشتكى فيشتكي من أعراض ليست ذات علاقة بمرض الفصام بشكل مباشر.


كيف نعالج هذا النوع من الفصام؟
نعطي الأدوية رغم أن استجابتها ليست بالقوية ولكن هذا هو المنهج الأساسي، ونحاول أن نقضي على الأعراض السلبية للمرض بشكل أساسي عن طريق زيادة الاختلاط داخل الأسرة، وتقليل النقد من داخل الأسرة ومن خارجها، تقليل الواجبات وليس انعدام الواجبات في تكليف ذلك الإنسان حتى ينطلق ويكون أكثر حيوية ولكنه بعيد عن الضغوط، لأن مريض الفصام قابل للانتكاس بدرجة كبيرة كلما زادت الضغوط وزاد الانتقاد له.

2-الفصام الهيبفريني:
أو كما يسمى بفصام البلوغ، هذا يصيب الإنسان في مرحلة البلوغ يبدأ بالتدهور تدهورًا شديدًا، فهلاوس عديدة بصرية وسمعية وضلالات يشك بمن حوله، وسلوكيات غريبة جدًا، ومن يراها من بعيد يدرك أن هذا الإنسان مريض بمرض الفصام، هذا النوع يجب المبادرة في علاجه، وبالنسبة لاستجابته للأدوية بشكل عام أكاد أقول جيدة، نعطيه تلك الأدوية، ومن الضروري أحيانًا كثيرة أنه يُنوّم لأنه قد يكون عنيفًا على غيره، ومن شروط التنويم نحرص أن نقيّم حالة المريض فقد يكون خطيرًا على نفسه، أو خطيرًا على المجتمع من حوله، أو أحيانًا غير مستبصر بمرضه فلن يستخدم الأدوية فكان لزامًا علينا أن ندرك هذا الأمر، ونبادر بعلاجه.

3-الفصام الكتاتوني:
هو ذلك الفصام الذي يتخشب فيه المريض ولا يكاد يتحرك وإذا وقف وكأنه الإنسان الآلي وقد يحركه من حوله، لا يستجيب لحاجة الطعام والشراب، ولا لقضاء الحاجة، ويكون متجمدًا، وهذا النوع من الفصام يجب المبادرة في علاجه، لأنه قد يشتد عليه المرض فيضره مضرة عضوية كبيرة، أفضل علاج لهذا النوع من الفصام هو العلاج بالصدمات الكهربائية.


أعراض الفصام:
أعراض مرض الفصام تتمثل في خمس أركان أساسية:

1-في طريقة التفكير الفصامي:
في الضلالات وفي الهلاوس، وفي انفعالات ذلك المريض وفي سلوكه، اضطراب التفكير الفصامي يبدأ الإنسان وكأنه صَدَفة تفرغ من داخلها، ولذلك ينخر في طريقة تفكيره فتصبح طريقة تفكيره غير متناسقة، تتداخل الأفكار عنده، ولذلك في بدايات المرض ما الذي يظهر عنده في مرحلة حضانة المرض؟ قد يظهر ذلك المرض بأشكال مختلفة، فطريقة تفكير ابننا أو اختنا أو أمنا أو الأب اختلفت فبدأت بالتغير وتكون مصحوبة بتغيرات انفعالية وسلوكية، تتناسق في أحيان ولا تتناسق في أحيان أخرى، إذن التسلسل يتغير، القدرة على التفكير المجرد تضمحل تدريجيًا، والتفكير التصلبي التخشبي ربما يبدأ بالظهور تدريجيًا عند ذلك الإنسان.

2-الضلالات:
وهي اعتقادات جازمة خاطئة غير قابلة للنقاش عند ذلك الإنسان يعتقد باعتقادات معينة، مثلًا المباحث والاستخبارات تراقبه في كل مكان، تراقبه في غرفة نومه، تراقبه في الحمام ولذلك يدخل إلى الحمام متسترًا، وإذا سار بالسيارة وإذ هو يقود يمينًا ويسارًا! لأن عنده اعتقادات خاطئة أن فريق من البشر يراقبه، إذا رأى التلفاز يظن أن هذا المذيع ربما يتكلم عنه إذن هذه الاضطرابات في التفكير واضطرابات ضلالية تجتمع عند ذلك الإنسان.

3-الهلاوس:
هي تغيرات في الإدراك الحسي عند ذلك الإنسان تعتري أيًا من حواسه الخمس إما أن يسمع أصوات غير موجودة على الحقيقة مثل أن مجموعة من البشر يتكلمون عنه أو شخص واحد يتكلم معه أو يعطيه أوامر معينة قم وأجلس، ولذلك يطيعها، وربما يراه من حوله يتكلم مع نفسه، لا هو لا يتكلم مع نفسه، هو يجيب على أصوات يسمعها لكننا لا نسمعها، ربما هذا الإنسان يرى أشياء لا نراها، ربما يرى أشياء يظنها حقيقة ولذلك يتفاعل معها ربما يخاف منها أو يضحك معها إذا كانت أصوات مضحكة أو حركات مضحكة تأتي منها، أحيانًا قد يكون في التذوق أو الشم أو الاحساس في الحواس الخمسة، يتذوق شيء غير موجود، ويعاني من ذلك الشيء أو يتكلم عنه دون معاناة، يشم رائحة معينة غير موجودة أو ربما يتحسس شيئًا معين في جلده كأن شيئًا من النمل يسير تحت الجلد، أو بعضهم عند النوم يخاف جدًا، يشعر أن أنثى إن كان رجلًا أو العكس تضاجعه في فراشه لا يجد لذة بل يجد الخوف، هي حركات تمس جسد هذا الإنسان أو جلده، هذا النوع يوجد معه استخدام بعض المواد المخدرة، خصوصًا الكوكايين فقد يشعر الإنسان ببعض الهلاوس الحسية.

4-الانفعالات:
تصبح انفعالاته غريبة فقد ينفعل جدًا لأمر يسير، وقد ينفعل يسيرًا لأمر جلل، فيصبح عنده تغير لأن درجة التوازن عنده تتغير تدريجيًا، تبعًا لهذا التغير في التفكير، التغير في الإدراك الحسي بالحواس الخمس وتغير في تلك المشاعر وطريقة التفكير والضلالات.

5-السلوك:
فقد ينعزل ذلك الإنسان خائفًا من الاحتكاك بالآخرين أو يقوم بحركات غريبة يستنكرها من حوله، لكنها بالنسبة له هي محاكاة أو ردة فعل لتلك الضلالات التي يسمعها أو الأفكار التي يفكر فيها، ومن هنا كان لزامًا علينا أن ننتبه لذلك السلوك، أن نبحث عن مصدره فإذا عالجنا المصدر تغيّر ذلك السلوك.

مرض الفصام تتمثل أعراضه في هذه الأركان الخمسة، تزداد في نوع من أنواع الفصام وتقل في نوع آخر، ولكنها إجمالًا تكون موجودة في جميع الأنواع.
Chat on WhatsApp