المدونة

ذهان المسنين

ذهان المسنين

يصاب المسنين بالذهان، وفي العادة يتأخر الأبناء والبنات عن علاج والديهم فما الذي يحدث؟ تلك المرأة المسنة التي تشك أن العاملات في المنزل يسرقون أغراضها، وذلك الرجل المسن الذي يبدأ بالصراخ في الليل والنهار، وربما يبدأ يتكلم مع نفسه أو يضحك بلا سبب، ربما يشك في أبنائه أنهم يسرقونه، ثم بعض الأبناء والبنات يظنون من البر الصبر على والديهم! الصبر على الأب المؤذي مطلوب جدًا، لكن الصبر على الأب المريض يؤدي إلى تدهور ذلك الأب، إذن من البر المبادرة في علاج الأب المريض والأم المريضة ومن البر الصبر على الأب المؤذي والأم المؤذية.

ليس من الضروري أن يصيب الإنسان مرض عقلي مع كبر السن، وليس من الضروري أن يصيبه الخرف لأن مرض الخرف لا يصيب جميع كبار السن وكثير من الناس توفّاهم الله في سن تسعين سنة ولم يصبهم الخرف ولله الحمد، إذن هي حالة تختلف من شخص الى آخر.

وفي حال شك الابن أن الأب مؤذي أو مريض يجب ان يستشر طبيبًا نفسيًا ليخبره إذا كان هذا مرض من الأمراض النفسية أم أنه علّة عابرة حول أمر معيّن ولكن الأفضل أن تفترض أنه مرض حتى تكون في الجانب الآمن.
إذن يتأخر الأبناء في البحث عن علاج، ثم إذا جاءوا إلى العلاج يرفضونه لاعتقادهم أن العلاج قد يتعب والديهم، ما لكم كيف تحكمون؟ نحن الأطباء النفسيين في العادة نعطي كبار السن جرعات يسيرة ونحذر من اتيان جرعات معينة ربما ترفع السكر أو ربما أحيانًا تؤدي إلى جلطات صغيرة فنتفاداها ما أمكننا بالحرص على بعض أنواع الأدوية وجرعاتها، فالأمراض النفسية مثل الأمراض العضوية في الحرص على علاجها، مثل لو كانت الأم لديها مرض سكر فهذا مرض ولا يحتاج إلى الصبر ويجب أن يُعالج في أسرع وقت، أحيانًا يغلب على الأبناء التفكير العاطفي بدل التفكير المنطقي فيؤخر تقديم البر الحقيقي.

اذن لنتشارك في نشر الوعي حتى نرفع درجة البر من خلال الرؤية النفسية وفهم أبعادها فهذه طريقة أساسية في التفكير يجب أن نفطن لها حتى لا تضيع حياة والدينا في المعاناة وإذّ هم يتأذون من برّنا وفي حين نظن أننا نقدم أعلى درجات البر.
Chat on WhatsApp