المدونة

كرب مابعد الصدمة

كرب مابعد الصدمة

كرب ما بعد الصدمة هو مرض كثير من الناس يطلقه على مصائب الحياة العادية كالطلاق والرسوب في الامتحان أو غيره من أحداث الحياة وهذا خطأ.

كرب ما بعد الصدمة هو: ذلك الكرب أو مجموعة الأعراض التي تحدث بعد الصدمة غير الطبيعية، مثلًا فتاة اختطفت واغتصبت، أو إنسان أصبح له حادث مفاجئ وعندما استيقظ وجد ان كل من في السيارة معه قطع ممزقين أمامه، أو إنسان حاول أحد أن يغتاله ويجري ورائه بالسلاح، هذه الأحداث الشديدة تؤدي إلى ما يسمى بكرب ما بعد الصدمة.

ما أعراض هذا المرض؟

هي مجموعة أعراض أساسية:
العرض الأول: أنه من وقت لآخر يظهر مثل شريط الفيديو عند هذا الإنسان للحادث نفسه فيرتعب أيما ارتعاب.

العرض الثاني: هو التجنب، يتجنب هذا الإنسان أي مكان أو كلام يذكره بتلك الحادثة.

العرض الثالث: حالة التحفظ العالية أو الخوف العالي لأي كلمة يسمعها ويحدث له برود في المشاعر.

هل تبدأ الأعراض فجأة بعد الإصابة بالصدمة؟ أحيانًا لا إلا بعد شهر أو أحيانًا تبدأ بعد سنة، ما يسمى بالبداية المتأخرة وتستمر الأعراض في العادة في حد أدنى حسب *التصنيف الأمريكي في أحدث نسخة* إلى 4 أسابيع، هذه الأعراض تصيب الجنود الذين يشاركون في بعض الغزوات والمعارك ولذلك كثير من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحروب التي حدثت في الخليج أصيبوا بهذا المرض وينفق عليهم المليارات ليعالج من هذا المرض.

كيف يعالج هذا المرض؟
يعالج باستخدام الأدوية النفسية وعادةً مضادات اكتئاب، أهو مرض اكتئاب؟ لا لكن هذا الإنسان تحدث عنده أعراض الاكتئاب وبالأبحاث العلمية وجدوا أن مضادات الاكتئاب تنفع في مثل تلك الأعراض المرضية، أيضًا جلسات العلاج السلوكي المعرفي تستخدم في علاج المريض ولكن الاستجابة من هذا النوع من الدواء دوائيًا أو حتى بالجلسات ليس باستجابة مريض الكأبة أو مريض نوبات الذعر، فيحدث هناك تحطمًا شديدًا في نفسه، لأن التحطم متوغل في أركان ذلك الجسد، في طبقاته المختلفة، ولذلك نحتاج إلى متابعة جادة، الأمر الآخر لو أصيب إنسان بمثل هذه المواقف وخرج منها لا نهمله بل نبدأ نراقبه بشكل دوري وربما بدأت الأعراض فيما بعد، أحيانا يأتي عنده ما يسمى ببرود المشاعر، الإنسان تكون مشاعره منطفأه، قلق شديد في داخله لكنه لكي يتصالح مع ذلك القلق كأنه يعيش حالة من برودة المشاعر، تحدث له أعراض متعددة وأعراض كثيرة عند ذلك الإنسان هذه الأعراض حينما تحدث من الممكن ان تأتي بتنوع لماذا؟ كما أسلفنا من قبل لان الألم متوغل في النفس البشرية فنلملم تلك الأعراض، كل عرض بحسبه نستخدم ذلك الدواء، حريصين على استخدام الأدوية لأن الألم النفسي عند ذلك الإنسان شديد، وكلما ازداد شدة هذا الألم كلما حرصنا أكثر على استخدام الأدوية لنخفف معاناته، ولذلك كان الحرص على المبادرة في العلاج، والحرص على استكشاف تلك الأعراض مبكرًا، فلو حدث لأحد أن ابنته تعرضت لموقف شديد جدًا مثل هذا عليه أن يراقبها بشكل دوري مستمر وأن يبادر عند ظهور أي عرض لأننا كلما بادرنا في علاج هذا الاضطراب كلما كنا أكثر تمكنًا قبل أن تظهر عليها ردة الفعل.
Chat on WhatsApp