المدونة

التوّحد

التوّحد

ما هو مرض التوحد؟
هو أحد الاضطرابات النمائية التي تحدث للإنسان وهو في مراحل نموّه المبكرة ويحدث عنده عرضين أساسيين:

- تدمّر القدرة على التواصل الاجتماعي تدريجيًا.
- تدمّر القدرة على النمو اللغوي.

أيضًا من عمر السنة الثانية والنصف إلى قريب من الثالثة يكون الطفل ينمو بشكل طبيعي وينطق بعض الكلمات ومن ثم يبدأ نطقه بالكلمات يقل، هذا الأمر الأول، الأمر الآخر يبدأ يظهر على الطفل علامات انه لا يتواصل اجتماعيًا فيبدأ يلعب لوحده ولا يلعب مع الأطفال، أيضًا من ضمن الأعراض يبدأ الطفل يمتنع عن حضن أمه تمامًا، بمعنى ان النماء العاطفي عنده يبدأ يقل، أيضًا من الممكن ان يمسك يد شخص غريب فيأخذها ويمشي مع الغريب، لأن التواصل الاجتماعي عنده قل، و ربما يكون لديه حركات متكررة أو يمسك بشيء ويصرّ عليه مثل قطعة قماش أو وسادة معينة وربما يحملها من مكان إلى مكان، أحيانًا تكون لديه حركات متكررة يضرب رأسه بالجدار وقد يكسر رأسه، وتتكرر ليس عنادًا إنما جزء من مرض التوحد قد يأتي بمفرده أو قد يأتي مع مرض فرط الحركة ومن هنا تكون أزمة أخرى حيث يجب أن ننتبه إليها في حالة التشخيص و قد يأتي أيضًا مع مرض آخر وهو نقص الذكاء العقلي ولذلك كان لزامًا علينا الدقّة بالتشخيص لأن علاج التوحد يختلف عن علاج فرط الحركة.

إذن التوحد كمرض كلما بكّرنا في تشخيصه قبل السنة الخامسة فإن نسبة التشافي منه عالية جدًا كما أشارت الأبحاث خصوصًا النوع الخفيف والمقصود بالتشافي ليس ذهاب المرض كله لكن التحسّن بشكل كبير مع وجود المدرّب المميز الكفء من المتخصصين في التربية الخاصة في علم نفس الأطفال وغيرها الأكفاء أصحاب النفس الطويل في التربية والعلاج، بالإضافة الى وجود الوالدين المساعدين وهذا دور الوالدين أن يساعدوا الأخصائي، فمثلًا الأم القلقة التي يكون سقف توقعاتها عاليًا فربما تجهد ذلك الطفل في التقييم و في العلاج.

بالإضافة الى ان علاج أي أمراض مصاحبة للتوحد ستخفف على الطفل وتخفف على الأسرة من حوله، أيضًا إن كان هناك عنف من حوله ربما لجأنا إلى الدواء حتى نخفف عليه، نحاول ان نعالج ما أمكن بما يريح ذلك الطفل حتى يتمكن معلموه من توجيهه، لأن اذا كانت حركته كثيرة او عنفه كثير لا يمكن أن يتعلم بالدرجة الكافية، هذا المرض هو أحد الاضطرابات النمائية وبعض الأمراض الأخرى كلها تتأثر فيها القدرة على التواصل أما إذا كان التوحد شديدًا فإن نسبة التشافي منه قليلة جدًا، و حتى التحسن يكون يسيرًا.

ولذلك رسالتي إلى بعض الأمهات ربما يكون لديها طفل مريض بالتوحّد الشديد وتقول أنا رحيمة مع ابني أو أنا حنونة على ابني، الجميع يعرف أن الأم حنونة ولكن ليس من الحنان أن طفل توحدي لا يحمل شيئًا كثيرًا من المشاعر تقدمين له كل وقتك والأبناء الأصحاء ينتظرون منك أن تعطيهم شيئًا من عاطفتك حتى يكونوا أطفالًا متميزين، هذا أمر غير معقول، إذن نعم نرحم ذلك الطفل ولكن نعطي الأطفال الآخرين حقهم من المشاعر حتى نتمكن من النجاح في حياتنا وفي تربية أبنائنا وفي العناية بالطفل المريض نعم نعالج المريض ليكون سويًا ولكن لديك من الأبناء الأسوياء من يستحق أن يكون مميزًا، لا تنسي أن لا تقضي كل وقتك مع الطفل التوحدي ثم تأتين منهكة لبقية الأطفال تشتميهم وتضربيهم لأنك متعبة من أخيهم التوحدي، هم أطفال ولا يدركون ولا يعرفون كيف يتحملون، وإن كانوا مراهقين في العادة أنانيين يهتمون لأنفسهم وهذا جزء من النمو الطبيعي للمراهق فافطني أيتها الأم الكريمة وأنت أيها الأب وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يقر عيون الجميع بحسن وشفاء أولادهم من كل علّة عضوية ونفسية.
Chat on WhatsApp