المدونة

الخوف من عدم النوم

الخوف من عدم النوم


هل يخاف الانسان من النوم؟
نعم هناك مرض الخوف المحدد، قد يخاف الانسان من النوم لأنه يعتقد انه قد يموت أثناء النوم، ولكن هناك الخوف من عدم النوم وليس من النوم، وحتى مع الأدوية المنوّمة لا يستطيع النوم، فالمشكلة لم تكن في النوم بل في الخوف من عدم النوم فيتم اعطاءه أدوية المخاوف والوساوس ولا يعطى منوّمات، فإذا زالت هذه الفكرة الخاطئة عنده، فإنه سينام نومًا طبيعيًا لا لأن الدواء منوّم، بل لأنه اتجه لأصل العلة والمرض وهي الخوف، وليست مشكلة في النوم أو الأرق، لأن أمراض الأرق مختلفة عن أمراض الخوف من عدم النوم.

ما هو العلاج؟
نتعامل معه كمخاوف محددة، كوساوس في بعض الأحيان، فنبحث في خلفية هذا الإنسان، وحياته، عنده وساوس في نظافة والطهارة وربما في بعض العبادات لكي تفسّر لنا أن هذا الخوف كان جزء من الوسواس أم انها جزء من المخاوف المحددة، فنحتاج العلاج الأنسب هنا أو هنا، فنتجه لهذا العلاج أو إلى ذاك.

جلسات العلاج المعرفي لإيجاد التصور الصحيح عند ذلك المريض مطلب أساسي، اما جلسات التهيئة للنوم أو غيرها، هذه لو كان المرض في النوم، لكن هنا خوف من عدم النوم، ففعاليتها قليلة عند مثل هذه العلة، إذن هي تصحيح للتشوّه المعرفي، تشوّه الإدراك عند ذلك الإنسان، في النظر في النوم أنه خائف أنه ينام، في بعض الأحيان يكون سببها أن نوبة ذعر عابرة، التقطتها شخصية قلقة، ترجمتها وبلورتها كخوف من عدم النوم، فجعلت هذا الإنسان خائفًا من عدم النوم، وهنا تكمن المشكلة أننا لم ننتبه لمثل هذه الحالة، فأصبح ذلك الإنسان عنده إشكالية ضخمة أنه خائف من عدم النوم، إذا لم نحلها لربما امتدت لمخاوف أخرى، لكن العلاج الدوائي لا يعالج هذا الخوف بمفرده، وإنما يعالج أي مخاوف مختلفة، لذلك يأتي المريض يصف نفسه أنه تحسن في مسألة النوم، أصبحت شخصيتي أكثر هدوء لأن ذات الدواء يتجه أيضًا للسمات القلقة، وربما أشار أن مخاوف أخرى أو وساوس أخرى قد تحسنت لماذا؟
لأن تلك حالة وسواسية، وليست فقط حالة خوف محدد، ولذلك فإن ذلك الشخص عُولج دون أن يدري أنه عُولج و دون أن يدري أن تلك المخاوف كانت جزء من مرض الخوف، ولم تكن جزء من مرض الأرق الذي جاء إلى العيادة يسعى باحثًا عن العلاج لها، إذن لزامًا علينا أن ندقق في التشخيص، وتدققوا أنتم أيها المراجعون، واحترامي لكم جميعًا في وصف المرض لأطبائنا، وأنت أيها الطبيب دقق في الاستماع حتى تصل لطبيعة التشخيص، فربما شخصنا مرض بطريقة أو بأخرى فأصبح العلاج مختلفًا أو ربما كان مناقضًا، وهناك تكمن المشكلة في التشخيص ومن ثم في العلاج. 
Chat on WhatsApp