اعتزال المزعجات.
اعتزال المزعجات.
لماذا يتألم بعض الناس، ويعيش بعض الناس بسعادة؟
أسباب عديدة، ولكن أهمها هو اعتزال المزعجات، كيف يكون اعتزال المزعجات؟ بعض الناس في طبيعته الحياتية يبحث عمّا هو مزعج، وعمّا يضيق عليه حياته، فيبدأ يركز على هذه المزعجات، وبعض الناس يبحث عن المريحات فيركز عليها، ولا يرى تلك المزعجات ليس غباءً فيه، وإنما مهنية في التعامل مع النفس حتى يعطرها فتكون زكية مطمئنة.
إذن العين واحدة، لكن ماذا تلتقط هذه العين، وماذا تلتقط العين الأخرى؟ واحدة تلتقط المزعجات، وعين تلتقط المريحات، التي تلتقط المزعجات تؤدي لوجه مكفهر، أما التي تلتقط المريحات فوجه مطمئن مرتاح، ليس الوجه فقط وإنما ترتاح النفس ويرتاح الفكر، فيأتي الوجه كسفير للنفس والفكر، طريقة تفكير معينة تجعلك تختار الذي تراه، وكما يختار الإنسان ما يرى، أيضًا يختار ما يسمع وما يشعر، الإنسان يختار ما يسمع من المريحات، ويختار ما يسمع من المزعجات، وأيضًا يختار ما يشعر من المريحات، ويختار ما يشعر به من المزعجات.
إذن أنت أيها الإنسان الذي تحدد ما الذي يجعلك مطمئنًا مرتاحًا، أما إذا ذهبت لطريقة أخرى في طرق تفكيرك فإنك ربما لا تحقق مرادك في الحياة، ولا تحقق التوفيق، لماذا؟ لأن لديك طريقة معيّنة في تفكيرك جعلتك تتعامل مع معطيات الحياة بطريقة مختلفة، فجاءت العين خادمة لهذه النفس التي تبحث عن المزعجات، وجاءت الأذن خادمة لهذه الأذن التي تبحث عن المزعجات، فتشكلت طباعك وطريقتك وتعاطيك مع الحياة.
إذن الراحة والسعادة ومقابلها التوتر وعدم الطمأنينة قد يكون أحيانًا بسبب طريقة تفكيرية أدت إلى تشوه معرفي في تعاطيك مع أمور الحياة، وهي سيكولوجية التعميم، بيتنا كله سيئ، مدرستنا كلها سيئة، أحيانًا قد يكون عندك التفكير الكوارثي، أي شيء صغير يحدث تضخمه وتعتقد أن الحياة انتهت، لديه طريقة تفكير معينة فتبدأ تستجيب الأذن والعين لتلك الطريقة التفكيرية، فيضطرب ذلك الإنسان، فكان علينا أن نبحث في ذواتنا، ما الذي يريحها، فنجعل العين والأذن خادمة في البحث عن ما يريحنا، ونؤكد على هذه الطريقة فنتبرمج، قد يسأل شخص الأشياء التي لا تريحني لماذا لا أعالجها؟ وجب عليك التدرب على تقبله حتى تستطيع علاجه، لكن إذا ركزت على التوتر منه فإنك لا تستطيع أن تعالج ذلك الشيء، وهنا تكمن المشكلة، في علاقتنا الزواجية والأسرية والوظيفية، تجد بعض الناس دائم الشكوى من كل شيء في حياته وعندما تدقق في حياته أو حياتها، ما أروعها من خير لكن أذن وعين خضعت لنفس اعتادت البحث عن المزعجات وهنا كانت الأزمة.